المشكلة .....والسبل الكفيلة في معالجتها

بسم الله الرحمن الرحيم

(ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك

فإن مع العسر يسْراً إن مع العسر يسْراً فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغـــــب”)

صدق الله العلي العظيم عليكم






&
&
&

سادتي الكرام

لو استعرنا ذاكرة التأريخ الطويل و بتقاويمه و صفحاته المكتضة بأحداثٍ فرضت

نفسها على الواقع البشري فسوف لن تسعفنا سجلاته في تحديد العصر الذي اشرقت

فيه المشكله على وجه الارض على اعتبارها مفهوماً سبق التأريخ ذاته و ارتبطت

ولادته بنشوء الخليقة منذ عصورٍ سحيقة فحينما نبض قلب سيدنا آدم عليه السلام

بدأت اشباح المشاكل تغزو حياته و تعكر مزاجه و تكدر صفوه.... المشكــــــــــله

بوصفها تعقيداً يعرقل سير عجلة الفرد او المجتمع و منعطفاً يزجُ صاحبها

بدوامة الحيرة و التذمر لا تخلو من الكرم في اغلب الاحيان صحيح انها تأخذ حيزاً

واسعاً من تفكير الانسان و اهتمامه و لكن بنفس الوقت لايمكن ان نغض ابصارنا

عن ايجابياتها فهي كالداء عندما يقتحم جسم الانسان مسبباً خلل في اجزائه غير انه

سرعان ما يستسلم إذا ما جوبه بأدوات دقيقة و متسلسلة من جانب الانسان والمتمثلة

بالوقاية من اسبابه و الاجراءات العلاجية الموازية لحجم الداء و ليس هذا فحسب

بل حتى بعد انسلاخ المرض عن الجسم نجده يترك ذكرى طيبة و مفيدة تتمثل

بالمناعه التي تساند الانسان في مواجهة الامراض الاخرى و هذا ما ينطبق

تماماً على المشكله التي اذا ما احسنا مواجهتها وفق خطوات علمية دقيقة فأنها

حتماً سينتهي بها الامر الى صيرورة اخرى تتجسد بعبرة او درس او تجربة

تكسبنا قوة و خبرة في ميدان الحياة.....


"

"

"

سادتي الكرام.....

اعلموا ان ما من مشكله إلا و لها الحل و إن طال بها الزمان ......

لذلك هذه بعض الاساسيات المطلوبة في كل مشكله و ينبغي سلوكها

بغية حلحلة المشاكل او التحجيم من وقعها....

1-التسلح بالايمان الطلق بالخالق جل و على و الاستعانه به في المرديات

2-احالة الامر الى العقل بوصفه السلاح الاقوى في مواجهة خطورة المشاكل

و الترفع عن العواطف التي من شأنها ان تجعل اليأس يتسرب الى الدواخل

و خاصة في الامور المصيرية.

3-الاستعانه بقدرات الاخرين ممن تجد فيهم الثقة الكافية لذلك و الاستفادة

من مشوراتهم فلعل الله يهبك المساعده من خلالهم .

4-التروي في اتخاذ و صياغة الخطوات الكفيلة بحصر المشكله في زاوية

ضيقة بغية ادراك ثغرة تتوغل من خلالها الى الحل.

5-التسلح بالثقة الذاتية و الترفع عن الانفعال الذي من شأنه ان يهز تلك

الثقة و يلقي بنا الى هاوية التسرع و التخبط.


"

دمتم بود واحــترام